هواة علوم الفلك يعرفون إنسيلادوس (Enceladus) سادس أكبر أقمار زحل الذي يشتهر ببراكين الجليد والحمم الجليدية التي تصل مقذوفاتها إلى حدود الفضاء، لكن ما شد انتباه العلماء مؤخرا هو اكتشاف قد يدل على وجود شكل من أشكال الحياة على سطحه...
ما سنتحدث عنه اليوم هو ما عثر عليه العلماء في داخل تركيبة الغازات والجليد المقذوف من سطح إنسيلادوس، إنه الهيدروجين. هذا الإكتشاف، الذي أُعلن عنه أول أمس الخميس خلال مؤتمر صحفي لوكالة ناسا، يدل على أن هناك نشاطا حيويا ينتج طاقة حرارية من تحت محيطات هذا القمر، فماهو مصدره يا ترى؟
عليك أن تأخذ هذه المعلومة بحذر، فنعلم كلنا بأن الهيدروجين هو العنصر الأكثر شيوعا في الكون، لكن قمرا صغيرا مثل إنسيلادوس لا يمكنه تخزين مثل هذا الغاز، عكس الكواكب الضخمة مثل المشتري وزحل، التي تتمكن من الإحتفاظ بغاز الهيدروجين على سطحها بسهولة بفضل جاذبية بؤرها.
![]() |
تركيب قشرة إنسيلادوس |
شيء ما ينتج غاز الهيدروجين باستمرار من تحت المحيطات الجليدية لإنسيلادوس، ويتم قذفه خارج هذا القمر الصغير من طرف البراكين والحمم الجليدية. أتعلمون بأنه نفس السيناريو الذي تشكلت بفضله الحياة على سطح كوكب الأرض منذ آلاف السنين؟
![]() |
مسبار كاسيني - مقذوفات قمر إنسيلادوس |
اكتشاف الهيدروجين يزيد من احتمال إنتاج الميثان من ثاني أكسيد الكربون، وهي عملية تعرف باسم ميثانوجينيسيس (methanogenesis). الهيدروجين والميثانوجين يمكنهما توفير مصدر غذائي كاف للميكروبات، وهو حال ميكروبات الأرض، أي بمعنى آخر، هذه الأخيرة ستكون على الأغلب قادرة على العيش في إنسيلادوس؟!
طبعا لا يتوفر إنسيلادوس على جميع الشروط الملائمة مثل الأرض لكنه يعتبر حاليا الأقرب والأفضل لإيواء الحياة، والسؤال الذي يثير الفضول الآن: هل تأوي فعلا أعماق محيطات هذا القمر أي نوع من الحياة؟
إرسال تعليق Blogger Facebook